بين الجمال والصحة: كيف يمكن لمستحضرات تجميل العيون التسبب بجفاف العين؟
تُعد العين والمنطقة المحيطة بها مناطق حساسة للغاية، فقد يؤدي استخدام مستحضرات التجميل إلى ردود فعل تحسسية وعدم الراحة، كالالتهاب أو التأثير على جودة الطبقة الخارجية للعين، وهذه عوامل رئيسية يمكن أن تسبب أو تفاقم جفاف العين.
عقول للبحث العلمي
تشهد صناعة المستحضرات التجميلية في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الإنتاج والمبيعات. فقد استهدفت الشركات فئات عمرية مختلفة، مثل كبار السن، من خلال تسويق منتجات مكافحة الشيخوخة، والنظر في الاختلافات الثقافية والعادات والمعتقدات في استخدام مستحضرات التجميل. نتيجةً لذلك، يتم استخدام مستحضرات التجميل على نطاق واسع في الحياة اليومية، خاصةً بين النساء. وتحتوي هذه المستحضرات عادةً على مضادات الأكسدة، مواد مرطبة، ومواد تمتص الأشعة فوق البنفسجية، العطور، الأصباغ، والمستحلبات. فيجب التعامل مع هذه المواد بحذر؛ حيث يمكن أن تشكل خطرًا على صحة المستهلك.
تُعد العين والمنطقة المحيطة بها مناطق حساسة للغاية، فقد يؤدي استخدام مستحضرات التجميل إلى ردود فعل تحسسية وعدم الراحة، كالالتهاب أو التأثير على جودة الطبقة الخارجية للعين، وهذه عوامل رئيسية يمكن أن تسبب أو تفاقم جفاف العين.
جفاف العين:
يتميز جفاف العين بعدة أعراض، منها جفاف وتهيج العين بسبب تغييرات في جودة أو كمية التركيب المسؤول عن تكوين الدموع. يمكن أن يظهر جفاف العين في مختلف الأعمار، ولكنه منتشر بشكل واسع بين النساء وكبار السن. تشير الدراسات إلى أن ٥-٥٠٪ من السكان يعانون من هذا المرض مما يجعله واحدًا من أكثر حالات العين شيوعًا. كما يؤثر جفاف العين على جودة حياة المصابينبه. في عام ٢٠١٧، عرّف TOFS DEWS مرض جفاف العين على أنه مرض متعدد العوامل حيث يتميز بفقدان الفيلم المُسيّل للدموع. وإضافةً لذلك قدمت الجمعية الآسيوية تعريفًا آخر لمرض جفاف العين على أنه مرض متعدد العوامل يتميز بتمزق الفيلم المُسيّل للدموع مما قد يسبب ضعف البصر، أو حتى تلف سطح العين.
أنواع مستحضرات تجميل العيون:
مستحضرات تجميل العيون بما فيها الذي يوضع على الرموش وفوق أو أسفل جفن العين وكذلك داخل العين مثل الكحل.
تتألف مستحضرات تجميل رموش العين من مجموعة من المنتجات، بما في ذلك الماسكارا وصبغة الرموش. وتختلف هذه المنتجات في أدائها اعتمادًا على تركيبتها وخامتها أو تصميمها. فالماسكارا تعمل عن طريق تغميق وتمديد وتكثيف رموش العين. ويتم إضافة ألوان مختلفة إلى الماسكارا، والأكثر شيوعًا هو اللون الأسود. وللراغبين في إطالة الرموش دون تغميقها، هناك منتجات غير ملونة متوفرة في السوق. أما صبغ وتلوين الرموش، فيتضمن تطبيق ملونات دائمة وشبه دائمة على الرموش لجعلها تبدو أكثر ظلامةً وسمكًا. يمكن أن يدوم اللون لعدة أسابيع أو لفترة أطول، وقد يستخدم الصبغ والتلوين أيضًا من قبل الأفراد ذوي الرموش الفاتحة بشكل طبيعي، مثل المصابين بالشيب والبهاق. ونظرًا للضرر المحتمل على العين، تم التشديد على اللوائح المتعلقة بالملونات لتلوين الرموش.
- الكحل يعتبر أحد أشكال التجميل البدائية لحواف الجفن، وهو مزيج من مركب الرصاص الطبيعي، الجالينا (كبريتيد الرصاص)، الكبريت، الأنتيمون، الكربون، الحديد، والكروم. والآيلينر هو الشكل الحديث منه، حيث يتم تطبيق الآيلينر خارج خط الرموش، في منطقة الجفن الداخلية الأقرب إلى العين، أو على طول خط الرمش.
- أما بالنسبة لظلال العيون، فهو بودرة ملونة يتم تطبيقها على أجفان العين وأسفل الحواجب لخلق عمق وبعد للعيون. مقارنةً بمنتجات مستحضرات التجميل الأخرى للوجه، يتطلب تكوين ظلال العيون عناية خاصة لمنع الخدوش والعدوى والتهيج والآثار السامة بسبب نوع البشرة الناعمة الرقیقة قرب العين.
ومع ذلك، تعد العوامل المتعددة لجفاف العين تحديًا في تحديد آلية الضرر وتوجيه المصابين. لذا، يقدم هذا المقال استجابات العين المحتملة لمستحضرات تجميل العيون التي قد تؤدي إلى تطور جفاف العين.
الآثار الضارة لمستحضرات تجميل العيون على سطح العين والجفون والغشاء المُسيّل للدموع:
يرتبط استخدام مستحضرات تجميل العيون بمجموعة من الآثار الضارة على سطح العين، والغشاء المسيل للدموع، وحتى الجفون. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي عدم استقرار الغشاء المُسيل للدموع، والاستجابة المناعية، والسمية، والعدوى الناجمة عن مستحضرات تجميل العيون إلى الالتهاب، وهو عامل مساهم رئيسي في دائرة الجفون الجافة المستمرة خاصةً بين الإناث. وباستهداف شركات مستحضرات التجميل أيضًا لكبار السن الذين يعانون من انتشار جفاف العين لديهم، يزيد بذلك احتمالية تفاقم الجفاف لديهم. ويشكل أيضًا استخدام مستحضرات تجميل العيون من قبل المراهقين خطرًا محتملًا على تطور الجفون الجافة في سن مبكرة، وهو مجال مثير للبحث يمكن استكشافه في دراسات مستقبلية.
الإصابات الجسدية:
تشير الإصابة الجسدية أو الإصابة الميكانيكية إلى أي إصابة جسدية تسببها إصابة مباشرة أو ضربة للعين، وتتراوح بين الخفيفة والشديدة. الإصابة الشهيرة المتعلقة بمستحضرات التجميل هي الإصابة في قرنية العين بعود الماسكارا. ويشكل استخدام دبوس على أكثر أجزاء الرموش تكتلًا بعد تطبيق الماسكارا السائل أيضًا خطرًا على العين. يمكن أن تكون الجروح المفتوحة نقطة دخول للمسببات المرضية وتشكل خطرًا على العدوى.
الختام
يوجد ارتباط يشير إلى العديد من الآثار الجانبية الضارة التي قد يكون استخدام مستحضرات تجميل العين مسببًا لها، منها الآثار الجانبية على سطح العين والطبقة المُسيلة للدموع والجفن. حيث أن الالتهابات الناجمة عن هذه الآثار الجانبية قد تؤدي إلى جفاف العين، والذي يُعد بدوره مرضًا متعدد العوامل، فقد يتطور بشكل ثانوي نتيجة وجود التهابات في العين. ينتشر جفاف العين بين النساء، نظرًا لكونهن الأكثر استخدامًا لمستحضرات التجميل المخصصة للعيون. وينتشر أيضًا بين كبار السن، حيث يعتبرون فئة حساسة لانتشار جفاف العين بينهم، وقد يزيد استهلاكهم لمستحضرات التجميل المخصصة للعيون من خطر تفاقم الجفاف لديهم.
وعلى الرغم من أن الجهات التنظيمية تقوم بشكل مستمر بمراجعة المكونات المستخدمة في مستحضرات التجميل، إلا أن هذا وحده لا يكفي، حيث يجب على الشركات المصنعة ضمان السلامة السريرية لمنتجاتها. كما يجب على الممارسين الصحيين متابعة كل المنتجات المطروحة حديثًا، ويجب على المستهلكين والمرضى زيادة وعيهم حول هذه المنتجات.
أخيرًا، يساعد إجراء أبحاث على نطاق واسع لمنتجات التجميل المخصصة للعيون، والتي يتم استخدامها لفترات طويلة، في وضع مبادئ توجيهية تساهم في زيادة سلامة الاستخدام.
إعداد:
تدقيق:
